في صبيحة يوم السبت 5 جويلية 2025، ارتدت جامعة تلمسان حلةً وطنيةً استثنائية وفتحت ذراعيها لاستقبال الذكرى الثالثة والستين لاسترجاع السيادة الوطنية، عيد الإستقلال الذي يُعد أحد أعظم إنجازات الأمة الجزائرية، بل وتاجًا ناصعًا في جبين التاريخ صنعه رجال ونساء دفعوا أغلى ما يملكون في سبيل أن تحيا الجزائر حرّة مستقلة.
وعلى وقع مشاعر التأمل والفخر، افتُتحت فعاليات هذا اليوم الخالد بدقيقة صمت ترحّمًا على أرواح شهدائنا الأبرار، أعقبها رفع العلم الوطني في ساحة الحرم الجامعي بقطب إيمامة، على أنغام النشيد الوطني الذي ردّده الحضور بكل خشوع واعتزاز، بحضور مدير الجامعة الأستاذ مراد مغاشو والأسرة الجامعية والشركاء الإجتماعيين في مشهد يعكس عمق الانتماء وروح الوطنية المتجذرة في الأجيال.
بعدها، انتقل الوفد إلى قاعة 19 ماي بقطب إيمامة التي احتضنت لبّ الفعاليات وسط أجواء تزاوج فيها الحضور المكثف مع الرغبة الصادقة في التعلّق بالذاكرة التاريخية، افتتحت الجلسة بتلاوة آيات بيّنات من الذكر الحكيم، قبل أن يتقدم مدير الجامعة الأستاذ مراد مغاشو بكلمة بالمناسبة، حملت بين سطورها اعتزازًا بهذا اليوم الخالد وتأكيدًا على رمزيته، ودعوة إلى جعل مثل هذه المحطات التاريخية فرصة لإعادة الوصل بين ذاكرة النضال ومسؤولية الحاضر.
وفي كلمته لم يغفل الأستاذ المدير التأكيد على أهمية دور الجامعة الجزائرية كقلعة علمية ومعرفية تتقاطع فيها رسائل الذاكرة والتكوين والريادة، مبرزًا أن استقلال الجزائر لم يكن مجرد لحظة سياسية، بل تتويجًا لمسار طويل من التضحيات، تتطلب من الأجيال الحالية صونها بمزيد من الجهد والعمل والوعي.
وقد عرف البرنامج العلمي والفكري للحدث تقديم محاضرتين سلّطتا الضوء على أبعاد عيد الاستقلال، من خلال التذكير بالملاحم التي خاضها الشعب الجزائري في سبيل تحرير الوطن، كما تناولتا دور الشباب والطلبة في مسار التنمية الوطنية، في ربط واعٍ بين تضحيات الأمس وتحديات الحاضر.
في ختام هذه اللحظة الوطنية المتميزة تم تكريم مجموعة من الطلبة المتفوقين والمبدعين في مختلف التخصصات والمجالات، وهو تقليد دأبت عليه جامعة تلمسان إيمانًا منها بأن تشجيع التميز هو أفضل تكريم لذاكرة الشهداء، وخير سبيل لترجمة معاني الاستقلال في حياتنا اليومية.
هكذا مرّ يوم 5 جويلية في رحاب الجامعة ليس فقط كاحتفال بذكرى وطنية، بل كوقفة تأمل، واستحضار، والتزام بمواصلة المسيرة التي بدأها الشهداء بدمائهم، ويواصلها أبناء الاستقلال بعقولهم وأياديهم وقلوبهم.




