في أجواء يطغى عليها الوفاء لذاكرة الوطن والاعتزاز بتضحيات رجاله، استقبلت جامعة تلمسان وزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد عبد المالك تاشريفت، مرفوقًا بالسيد يوسف بشلاوي والي ولاية تلمسان، والسيدة مهدية بن بلة نجلة المجاهد الرئيس الراحل أحمد بن بلة، الوالي المنتدب للمقاطعة الادارية لسيدي عبد الله، رئيس المجلس الشعبي الولائي، أعضاء اللجنة الأمنية، نواب البرلمان بغرفتيه، الأسرة الثورية، المندوب المحلي لوسيط الجمهورية، إطارات الولاية، السلطات الأمنية و المحلية، في محطة لم تكن بروتوكولية بقدر ما حملت دلالات رمزية عميقة، حيث التقت الجامعة بالتاريخ والمعرفة بالذاكرة والمستقبل بجذوره الأولى.

كان في استقبال السيد الوزير والوفد المرافق له مدير جامعة تلمسان الأستاذ مراد مغاشو، مرفوقًا بنوابه وعمداء الكليات وعدد من إطارات الجامعة، حيث شكّل هذا اللقاء فرصة لتبادل الرؤى حول التحضيرات الجارية للملتقى الوطني الموسوم بـ: "الجزائر والتحديات العالمية: تجليات الثورة التحريرية"، المزمع تنظيمه اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 ، على مستوى المتحف الجهوي للمجاهد بولاية تلمسان تحت إشراف السيد الوزير، في قراءة فكرية تجمع بين الذاكرة الوطنية والواقع الدولي، وبين تجربة الثورة التحريرية الجزائرية والتحولات الجيوسياسية المعاصرة، بحثًا عن دلالات الماضي لفهم رهانات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل؛ ومن المنتظر أن يشهد هذا الموعد العلمي مشاركة نخبة من الباحثين والمؤرخين وأساتذة الجامعات، إلى جانب المجاهدين وممثلي المجتمع المدني، في فضاء حواري يؤكد أن الجامعة ليست فضاءً للتلقين فحسب، بل حاضنة للوعي وذاكرة حيّة للأمة.

خُصصت الزيارة لتفقد مكتبة الرئيس الراحل أحمد بن بلة، الكائنة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، باعتبارها فضاءً معرفيًا لا يختزن الكتب والوثائق فحسب، بل يحمل بين رفوفه سردية وطن وتجربة شعب ومسيرة رجل ظل حضوره راسخًا في الذاكرة الجماعية للجزائريين، مكتبة أُريد لها أن تكون جسرًا بين الأجيال ومنبرًا للتأمل العلمي في تاريخ الجزائر ومساراتها.

تندرج هذه الزيارة في إطار مواصلة تجسيد برنامج وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، ضمن مسار وطني متواصل يهدف إلى إحياء الذاكرة التاريخية والتعريف بقادة ورموز الثورة التحريرية، وفي مقدمتهم الرئيس الراحل والمجاهد الكبير أحمد بن بلة، أحد الأسماء المؤسسة لبدايات الحلم الجزائري ومعاني التحرر والسيادة والاستقلال.

تؤكد جامعة تلمسان، من خلال احتضانها لهذه الزيارة ومرافقتها لهذا الملتقى الوطني، التزامها بدورها العلمي والوطني، وسعيها الدائم إلى ترسيخ ثقافة نوفمبر في أوساط الطلبة وتجديد العهد مع تضحيات الشهداء والمجاهدين، وفاءً لتاريخ صُنع بالدم والتضحية وأمانة تُسلَّم للأجيال القادمة معرفةً ووعيًا ومسؤولية.