شهدت قاعة المحاضرات بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد ديب - تلمسان اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر 2025 انطلاق فعاليات الملتقى الوطني حول التحول الرقمي ومحو الأمية: مقاربات أكاديمية لبناء مجتمع المعرفة، وهو حدث علمي يُنظم احتفاءً بشهر اللغة العربية بمبادرة مشتركة بين وحدة البحث وواقع اللسانيات وتطور الدراسات اللغوية في البلدان العربية – تلمسان والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد ديب - تلمسان، وسط حضور نوعي لعدد من الشخصيات العلمية والأكاديمية البارزة من بينهم الأستاذة الدكتورة نزهة خلفاوي مديرة وحدة البحث تلمسان والدكتورة فاطمة سعدي رئيسة اللجنة العلمية، الأستاذ مراد مغاشو مدير جامعة تلمسان، الدكتور أمين بودفلة مدير الثقافة والأستاذة الدكتورة غانية دروة مديرة مركز البحث العلمي والتقني للغة العربية والأستاذ الدكتور عبد الرحمن خربوش عميد كلية الآداب والفنون وعضو المجلس الأعلى للغة العربية والأستاذ الدكتور رشيد بن مالك عضو المجمع الجزائري للغة العربية.
افتُتح الملتقى بتلاوة آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني، ليتحول بعدها إلى فضاء ينبض بالحوار والرغبة في فهم التحولات الرقمية الحديثة وكيفية التصدي للأمية بمختلف صورها، حيث توالت الكلمات الافتتاحية التي رسمت ملامح يوم علمي مكثّف يتقاطع فيه البحث العلمي مع الهمّ الاجتماعي والتنموي.
خلال كلمته قدّم مدير الجامعة الأستاذ مراد مغاشو رؤية واسعة لمسار الجامعة في ظل التحول الرقمي، مؤكداً أن مسؤولية الجامعة لم تعد محصورة في إنتاج المعرفة التقليدية، بل أصبحت مطالبة ببناء بيئة معرفية تحاكي المجتمع الذي تطمح إليه، مجتمع رقمي واعٍ قادر على إنتاج المعرفة لا استهلاكها فقط، موضحا أن مفهوم الأمية توسّع اليوم ليشمل الأمية الرقمية والمعلوماتية والوظيفية، ما يجعل من الجامعة طرفاً محورياً في معالجتها والحدّ من آثارها، كما دعا الباحثين إلى تطوير اللسانيات الرقمية وتعزيز المشاريع التي تربط التكنولوجيا باللغة العربية، مؤكداً استعداد الجامعة لدعم كل مبادرة علمية تسهم في تمكين المواطن معرفياً ورقمياً.
في الجلسة الافتتاحية قُدّم عرضٌ مهم حول جهود الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار، استعرض خلاله رئيس قسم البحث والتربية أهم البرامج المنجزة والتحديات التي تواجه المؤسسات العاملة في هذا المجال، مبيناً أن التعامل مع الأمية اليوم يتطلب رؤية تتجاوز الحلول الكلاسيكية نحو إدماج التكنولوجيا في المسارات التعليمية.
الجلسة العلمية الأولى جاءت لمناقشة محاور تتعلق بالقيم الإنسانية، الصحة، التنشئة، وتعليم الكبار في سياق التحول الرقمي، حيث تناولت المداخلات أهمية التربية الصحية، دور التنشئة، تعزيز القيم والمهارات لدى الكبار، وتجارب جمعوية في محو الأمية، إلى جانب عروض تناولت توظيف الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في تعليم الكبار.
الجلسة العلمية الثانية خُصصت لموضوع الفجوة الرقمية وسبل ردمها، حيث ناقشت المداخلات دور المؤسسات الثقافية والتعليمية في مكافحة الأمية الرقمية، وقراءات تربوية لطرائق تعليم الكبار، إلى جانب استعراض تجارب تاريخية ووطنية في هذا المجال، وتقديم رؤى حديثة لتمكين الكبار في العصر الرقمي، إضافة إلى عرض حول تعليم المكفوفين وإدماجهم تربوياً.
شهد الملتقى توقيع اتفاقية تعاون علمي بين جامعة تلمسان و وحدة البحث وواقع اللسانيات وتطور الدراسات اللغوية في البلدان العربية، في خطوة تستهدف تطوير مشاريع بحثية مشتركة وترسيخ مكانة اللغة العربية في البيئة الرقمية الحديثة.
اختُتم اليوم الأول في أجواء إيجابية تؤكد رغبة المشاركين في تعزيز الحوار العلمي وبناء رؤية مشتركة حول التحول الرقمي ومحو الأمية، واتفق الجميع على أن هذا الملتقى يمثل محطة أساسية لصياغة مقاربة علمية وطنية تجعل من الرقمنة وسيلة للتنمية المتوازنة لا عائقاً أمامها وتستمر فعاليات الملتقى غداً الأربعاء من خلال جلسات علمية وورشات بحثية ستختتم بتوصيات عملية لدعم بناء مجتمع المعرفة.
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |



















