في أجواء يملؤها الوقار وتغمرها رمزية التاريخ، احتضنت جامعة تلمسان صبيحة اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025 فعالية إحياء ذكرى 11 ديسمبر 1960، ذلك اليوم الذي شكّل منعطفًا حاسمًا في مسار الكفاح التحريري وأثبت للعالم صوت الشعب الجزائري وإرادته التي لا تُقهر.

اجتمع نواب مدير الجامعة وعمداء الكليات وأساتذة وطلبة في قاعة أبو القاسم سعد الله بكلية العلوم الإنسانية، حيث افتتح الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، تلتها نبرة ثابتة للنشيد الوطني الذي ردّده الحضور بقلوب ممتلئة اعتزازًا بتاريخ أمتهم.

ألقى نائب مدير الجامعة للعلاقات الخارجية، الأستاذ علي حمزة شريف كلمة شدّد فيها على ضرورة صون الذاكرة الوطنية بوصفها الجسر الذي يربط الأجيال الجديدة بجذور الأمة ورموزها الذين مهّدوا الطريق لفجر الاستقلال، ومن جهته قدّم الأستاذ نصر الدين بن داود، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، مداخلة أبرز فيها البعد التاريخي العميق لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 وما مثّلته من محطة مفصلية سرعت من وتيرة الثورة التحريرية وقربت موعد التحرر، كما أضاء أستاذ من قسم التاريخ المشهد بمحاضرة تناولت الرمزية الكبرى لهذا اليوم، مؤكّدًا أن مظاهرات 11 ديسمبر كانت صوتًا جهورًا يعلن حتمية انتصار الثورة الجزائرية ورفضًا قاطعًا لاستمرار الاستعمار.

اختُتم اللقاء وبقي في القاعة ما يشبه السكون الجميل… سكون يذكّر بأن التاريخ لا يعيش في الكتب فقط، بل في مثل هذه اللحظات التي يُعاد فيها إشعال جذوته في العقول والقلوب معًا، لتواصل الجامعة أداء رسالتها في غرس الوعي وتعزيز الانتماء.